الدور الاجتماعي و التربوي للمقتصد في المؤسسة التربوية
المقدمة :
حظي قطاع التربية باهتمام
كبير من طرف الدولة حيث تحظى التربية بحصة الأسد من ميزانية الدولة و هذا كله من
أجل تطوير التعليم و رفع مستواه فهي دائمة الإنجاز بحيث تنشأ سنويا العديد من المدارس و المتوسطات و الثانويات و
تأخذ على عاتقها عملية التجهيز لكل هذه الهياكل و عليه كان إلزاما على إدارة
المؤسسات التربوية العمل بكل عناية و
إخلاص من أجل التسيير الحسن و الجيد لهذه الموارد حتى تؤدي عملها و تصل إلى هدفها
المنشود ألا و هو تقديم المزيد من العلم و المعرفة و ذلك لتطوير و ترقية النتائج
المدرسية .
فأهمية التسيير المادي في
المؤسسات التربوية لها دور كبير في تحسين الأداء التربوي و لذا على المسير المالي
تخصيص أكبر جهد و وقت من عمله في التسيير المادي فهو مكلف بتوفير الجو
الملائم و الشروط
الملائمة لتمدرس التلاميذ و كذلك الحفاظ على أملاك المؤسسة و صيانتها و حماية و أمن
المؤسسة .
2- تعريف المؤسسة التربوية :
هي مؤسسة عمومية لها الشخصية المعنوية و
الاستقلال المالي. لها ميزانية التسيير و التجهيز تسيير حسب قوانين و ضوابط محددة
بنصوص تشريعية واضحة
يسيرها مدير و يساعده مجلس التربية
و التسيير أو التربية و التوجيه و يعمل إلى جانبه فريق إداري .
تعمل المؤسسة التربوية وفق
المبادئ العامة لنظام التربوي . يرأس المؤسسة التربوية مدير يكون مسؤولا عن
التسيير الإداري و التربوي و هو الآمر بالصرف و هو يمثل المؤسسة في جميع الأعمال
الخاصة بها و يعمل بالتنسيق مع مختلف المصالح و المجالس من أجل إدارة جيدة لشؤون
المؤسسة التربوية .
3- التسيير المالي و المادي
:
التسيير المالي يشمل كل
العمليات بدءا من إعداد الميزانية ثم تنفيذها بما تحتويه إيرادات و نفقات مرورا
بالعمليات الحسابية و كذا عمليات الخزينة المتمثلة في كافة حركات الأموال نقدا و
المرصدة في حساب الخزينة .
مسل الوثائق و السجلات
المترتبة عنها من طرف الآمر بالصرف و المحاسب العمومي كل
حسب صلاحيته و تخصصاته المخولة له قانونا تكريسا للمبدأ الأساسي الذي يتشكل منه الفصل الهام بينهما و الذي يعتبر أحد الركائز الأساسية للمحاسبة العمومية أما التسيير المادي يتمثل في المحافظة على أملاك المؤسسة و صيانتها و استغلال الوسائل المتوفرة بكيفية عقلانية بالإضافة إلى مراقبة المخازن و الورشات والمخابر و المكتبة و الحرص على نظافة المرافق و التأكد من شروط الأمن و الوقاية و متابعة عمليات الجرد بدقة و استمرار .
حسب صلاحيته و تخصصاته المخولة له قانونا تكريسا للمبدأ الأساسي الذي يتشكل منه الفصل الهام بينهما و الذي يعتبر أحد الركائز الأساسية للمحاسبة العمومية أما التسيير المادي يتمثل في المحافظة على أملاك المؤسسة و صيانتها و استغلال الوسائل المتوفرة بكيفية عقلانية بالإضافة إلى مراقبة المخازن و الورشات والمخابر و المكتبة و الحرص على نظافة المرافق و التأكد من شروط الأمن و الوقاية و متابعة عمليات الجرد بدقة و استمرار .
يهدف التسيير المالي و
المادي في إبراز قدرة الفريق الإداري على توظيف الإمكانات المالية و المادية لخدمة الفعل التربوي للمؤسسة و
التحكم في تقنيات التسيير و حسن الاستغلال للوسائل المادية و المالية المتوفرة .
4- تفعيل المجالس الإدارية
بالمؤسسة :
قبل تناول الأدوات المستعملة في عملية التنظيم
الإداري أشير أن الإدارة عملية تتكون من
وظائف و أنشطة مترابطة تتمثل في التخطيط و التشكيل و التوجيه و الرقابة و تتجلى
أهمية التنظيم من خلال التوزيع العقلاني لمهام و توفير الشروط الحسنة للعمل مع التنسيق المحكم و الفعال لمختلف المصالح على
التسيير . و بهذا فالتنظيم يسمح بوضع القواعد
الأساسية للمؤسسة من خلال تنشيط
المجالس الإدارية و تفعيلها , يمكن تعريف المجالس الإدارية على أنها هيئات استشارية
تساعد الفريق الإداري في التسيير و اتخاذ التدابير و الإجراءات العملية على ضوء الاقتراحات و التوصيات المقدمة
إثناء المداولات لتحسين ظروف العمل و شروط تمدرس التلاميذ .
أنواعها :
· مجلس
التربية و التسيير في المتوسطات : {
القرار رقم 152 المؤرخ في 26/02/1991 و القرار
رقم 294 المؤرخ في 17/06/2006 المعدل و المتمم له }
· مجلس
التوجيه و التسيير في الثانويات { القرار رقم 151 المؤرخ في 26/02/1991 و
القرار رقم 295 المؤرخ في 17/06/2006 المعدل و المتمم له }
· مجلس
التنسيق الإداري في المؤسسات التربوية {
متوسط و ثانوي } { القرار رقم 156 المؤرخ في 26/02/1991 }
من المهام الأساسية لهذا
المجلس التعاون المتين و التنسيق الفعال بين مختلف المصالح بهدف تضافر جهود الجميع
و إقامة جو من الثقة داخل المؤسسة غايته
تحسن الأداء التربوي و رفع المردود المدرسي .
تمكن الفريق الإداري من
قيام التعاون و الحوار المثمر و مناقشة التعليمات الرسمية و شرحها ضبط برنامج
الأعمال التي سيشرع فيها و تقييم المهام المنجزة.
أما المجلس التربية و التسيير
أم مجلس التوجيه و التسيير فهو بيت في الميزانية و حسابات التسيير و تسوية
الخلافات المرتبطة بالحياة داخل المؤسسة و
ترقيتها و يتبنى مشروع المؤسسة بعد صياغته .
5- الميزانية و تنفيذها :
انعكاسات الميزانية على
الأداء التربوي :
إن الميزانية المدروسة بصفة
عقلانية وفق المقاييس المحددة من طرف وزارة التربية الوطنية من جهة و مجلس التربية
و التسيير أو مجلس التوجيه و التسيير من جهة أخرى تنعكس بصفة إيجابية على الأداء
التربوي في المجالات التالية :
-
جعل الدروس تسير بصفة طبيعية و بأكثر
نجاعة و فعالية
-
توفير المراجع القيمة في المكتبة مما
يشجع على المطالعة و رفع المستوى الثقافي و اللغوي
-
توفير ظروف العمل كتدفئة و المرافق
الضرورية .
-
تشجيع النشاطات الثقافية و الرياضية و
تطويرها .
توفير الوسائل البيداغوجية اللازمة : باعتبار أن
الفعل التربوي يعتمد على وسائل و تجهيزات عملية بيداغوجية مختلفة متكيفة
حسب كل التخصصات المدرسية بالمؤسسة حيث
يقوم المقتصد بدور في غاية الأهمية من خلال إقتنائها و توفيرها بالشكل
الكافي و تسهيل الإجراءات الإدارية لجلبها و لا يقتصر دوره على الدفع فقط و إنما
البحث عنها و إبداء رأيه و هنا يطهر هذا الدور
التربوي من خلال عضويته في مجالس التعليم بغية مشاركة المجلس في مناقشة العملية التربوية
و الإنشغالات المطروحة و الإقتراحات المقدمة
لتحسين الفعل التربوي بالمؤسسة عموما فهناك جوانب
يقع على عاتق المقتصد عليه معالجتها و المساهمة في إيجاد الحلول
و هذا ما يسمح به بالتواصل مع
الفريق التربوي و خاصة الأساتذة و يطلعهم على المبالغ المالية المرصدة في هذا
الجانب و الوقوف على الأفكار و الإقتراحات التي تصب في تحسين الأداء التربوي
للأساتذة و التحصيل المعرفي للمتمدرسين .
توفير الظروف الصحية و الأمن للتلاميذ : من
الثابت أن الظروف الحياتية و المادية لها تأثيرات كبيرة على عملية التحصيل العلمي
و التربوي حيث خلصت الكثير من الدراسات الإجتماعية أن إنعدام الظروف المادية الحسنة للتلاميذ تؤدي
بهم للفشل الدراسي و من هنا يبرز دور
المقتصد من خلال توفير أفضل الظروف الصحية و النظافة سواء في محلات الدراسة أو في
المطعم و المراقد في حالة وجود داخلية و
تطبيق قواعد نظافة صارمة تمتع حدوث أي خطر على صحة التلاميذ و ذل بالتنسيق مع مساعديه و المساعدين التربويين لتوعية التلاميذ
الداخلين و الخارجيين بأهمية النظافة الداخلية إلى جانب القيام بمهام
النظافة يوميا للمؤسسة بكافة مرافقها من قاعات الدراسة دورات المياه- المراقد –
المطعم - الساحة .
-
أما من الناحية الأمنية : فتقع على عاتقه معاينة و
مراقبة كل ما يمكن أن يتحول إلى خطر على
المؤسسة و ممتلكاتها و الأشخاص الموجودين فيها خاصة التلاميذ من حيث
تسربات الغاز – الخيوط الكهربائية – التدفئة المركزية – مداخل المؤسسة –
وسائل الإطفاء الخاصة بالحرائق , و إصلاح المعطوب
منها و تقديم إقتراحات بكل
مشكل و معالجته داخليا أو الإتصال
بالوصاية و السلطات المحلية إذا تطلب
الأمر ذلك لإتخاذ الإجراءات المناسبة .
ضرورة ضمان تغذية متوازنة
كما و كيفا للتلاميذ في حالة
الداخلية ان التغذية الجيدة والمتوازنة تلعب دورا كبيرا في بناء الجسم وحمايته من
جهة واهميتها للتحصيل التربوي من جهة اخرى لذا فهذه المهمة تقع ايضا على عاتق
المقتصد المطالب باتخاذ جميع الاجراءات و التدابير التي تضمن تحقيق هذه الوجبات
المتوازنة كما و كيفا من خلال داريته بها من الناحية العلمية و الصحية بوضع قائمة
للوجبات الغذائية و الاخذ بعين الاعتبار اجراءات الحماية و الحفظ الخاصة بالاغذية
من جهة و القائمين على المطبخ من اعوان من حيث السلامة الصحية والنظافة الجسدية
وهنا نلاحظ أن للمقتصد دور اساسي في كل جوانب تغذية التلاميذ من إقتناء و حفظ و
مراقبة المطبخ و الطباخين و الوجبات الغذائية و إبداء الملاحظات و اتخاذ الإجراءات
الكفيلة بتحقيق الهدف من التغذية المدرسية بإعتبارها مهمة في تحسين الفعل التربوي
و التحصيل العلمي للتلميذ و هنا تبرز
الملائمة بين التسيير المالي و المادي بشكل واضح و جلي في الفعل التربوي .
الخاتمة :
إن الإمكانات المادية و المالية و
البشرية الموجودة بالمؤسسة فهي في خدمة الفعل التربوي وما على القائمين على هذه
المؤسسات تعبئة هذه الإمكانات من اجل توفير الظروف المناسبة لتمدرس التلاميذ حتى ينعكس
ذلك على التحصيل التربوي للتلميذ و الأداء التربوي للمؤسسات .
و باعتبار المقتصد عضو فاعل و فعال في
الفريق الإداري والتربوي ويقع على عاتقه رفقة المدير إعداد و تنفيذ الميزانية
ووضعها في خدمة الفعل التربوي لذا أرى من الضروري أن يتصف المقتصدين بالمواصفات
التالية:
1- قوة الشخصية
2-الكفاءة في ميدان عمله و ثقافة واسعة
3-القدرة على التواصل مع المحيط
الداخلي للمؤسسة و الخارجي
4-القدرة على الاتصال باعتبار هذا عنصر
مهم في حل المشاكل و تجاوز الصعوبات.
- إن إصلاح التسيير المالي و المادي أصبح ضرورة
ملحة نظرا لتطور الأدوات المادية و الإمكانات المتاحة لضمان تحسين الأداء التربوي
و هذا يعكس توجه الوزارة نحو الحداثة و عصرنة التسيير عن طريق إدخال التكنولوجيا الحديثة للإعلام و الاتصال و
كذلك إدخال أساليب جديدة لتسيير المؤسسة و علي وجه التحديد وضع مخطط إستراتيجي
لتنفيذ الميزانية لضمان تحقيق الأهداف التربوية و البيداغوجية و الاقتصادية و
الاجتماعية .....................منقول
المصدر : الملتقى الوطني بتنظيم من المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية و تحسين مستواهم بالحراش : بمعهد ابن رشد –
تيارت –أيام 03-04-05
من شهر ماي 2011 مداخلة السيد : فسيح براجع مفتش التربية الوطنية للتسيير المالي و المادي .
لتحميل المداخلة بصيغة word :
اضغط هنا الرابط الاول
او
هنا الرابط الثاني
*********************************************************************************************************
************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تذكر قوله تعالى:
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))
-----------------------------------